سورية.. اختبار الحل.. أو استمرار الصراع
الأمان الدولي

جاء سقوط دوما ليشكل محطة مهمةً في المسألة السورية، لأنها تعد آخر معقل للمعارضة السورية المسلحة في محيط العاصمة، التي ظلت تعاني منذ عام 2012 من الضغط العسكري للمعارضة، وظهر أن روسيا التي تقود عملية تأمين دمشق تريد أن تذهب بعيداً لتصل حتى مدينة إدلب، لأنها لن تجد بعد الآن من يتصدّى لها على الأرض، وهذا ما تقوم به اليوم من عمليات تهجير من القلمون الشرقي في طريق التقدم نحو المعاقل الباقية للمعارضة المسلحة في ريفي حمص وحماة.

انتخابات عربيّة بلا حصاد
كلمة طيبة

تشهد الفترة المقبلة مواسم انتخابية في عدة بلدان عربية، بعضها رئاسي كما هو حال مصر، والآخر تشريعي في لبنان والعراق، ومحلي (بلدية) في تونس. وما يجمع بين هذه الاستحقاقات أنها تأتي وسط ظروف صعبة، سياسية واقتصادية، تجتازها هذه الدول، وتترافق مع مؤشرات إلى أن المرحلة الجديدة ستكون، في جميع الأحوال، أكثر تعقيداً مما مضى، طالما أن القضايا الكبرى في البلدان المعنية لم يتم حلها، وجرى ترحيلها إلى أجل غير منظور.

محمد بن سلمان وصفقة آخر زمان
كلمة طيبة

هذا زمن صفقة القرن الذي سيرى فيه العرب عجائب لم تكن تخطر على بالٍ، في خضم ما يعيشونه من انقسام وتشتت وضياع البوصلة، وانحطاط في السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، وحروبٍ طائفيةٍ على امتداد منطقة المشرق، من بغداد إلى بيروت وصنعاء.

الرّقة وعفرين المدنيّون والمدينة
الأمان الإقليمي

كانت الحرب في الرّقة موجهةً ضد تنظيم داعش الذي مارس الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم، وكان الهدف إسقاط عاصمة الخلافة المزعومة، بعدما جرى القضاء على جسمها الرئيسي في الموصل. أما في عفرين، فإن المسألة تخص المشروع الكردي في سورية، الذي باتت ترى فيه تركيا تهديداً استراتيجياً خطيراً لأمنها ووحدتها، على المديين القريب والبعيد. في الحالين، ليس للغالبية العظمى من السكان ناقة أو جمل، بل هم دروع بشرية. وما واجهته مدينة الرقة وأهلها يدعو إلى رفع الصوت عالياً، لمنع تكرار الكارثة في عفرين. مأساة الرقة ماثلة للعيان، فالمدينة أصبحت أطلالاً، دمّرت كاملة ومات آلاف، وتشرّد قرابة نصف مليون من أهلها. وبعد عدة أشهر على تخليص المدينة من «داعش»، ليس هناك من الأطراف الإقليمية والدولية من أبدى اكتراثاً بالمدينة وأهلها وإعادة الإعمار والمشردين، حتى الألغام لم يتم تجميعها من شوارع الرقة إلى اليوم.

صرخة المرأة السورية الشجاعة في دعم الثورة
كلمة طيبة

عارض سوريون ترويج فيلم «الصرخة المكبوتة» الذي أنجزته وعرضته القناة التلفزية الفرنسية الحكومية (الثانية)، عن عمليات اغتصاب تعرّضت لها نساء سوريات من أجهزة نظام بشار الأسد. ويرى أصحاب هذا الموقف أن الفيلم ذو مفعول سلبي على صورة المرأة السورية، ولن يكون له أي دورٍ في تحريك العدالة الدولية، من أجل محاكمة الجناة والاقتصاص منهم. ويقول هؤلاء إن هذه الجريمة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة لنظامٍ مكوّن من فريق محترفٍ للجرائم ضد الإنسانية، وهو يمارسها بدون حرج أو خوف، ليس اليوم فقط، وإنما منذ زمن طويل.

نهاية مسار جنيف السوري.. إلى العام القادم
الأمان الإقليمي

يعرف المندوب الأممي المكلف بالمسألة السورية، ستيفان دي ميستورا، أن أربعة أيام لا تكفي من أجل جولة جديدة في جنيف، بعد انقطاع طويل منذ الجولة السابقة التي انتهت في منتصف تموز الماضي، ولم تتوصل، في حينه، إلى نتائج ملموسة مثل سابقاتها. ويدرك الرجل الذي بات خبيراً بتفاصيل الملف السوري أن التطورات التي حصلت خلال الأشهر الأخيرة على مسار القضية في أستانة تفرض نفسها على جدول أعمال جنيف، ولا يمكن هذا الاجتماع أن يتقدّم، دون أن يأخذ بالنتائج التي تحققت على صعيد تفاهمات الدول الثلاث، روسيا وإيران وتركيا، بوصفها الضامنة للحل في سورية.

الفصائل السورية.. والمخابرات الأميركيّة
الأمان الإقليمي

تداولت وسائل الإعلام في الأسبوعين الأخيرين، خبر طلب الولايات المتحدة من بعض فصائل المعارضة السورية في الجنوب السوري إعادة الأسلحة التي قدمتها لها في الفترة الماضية، كما اشترطت عدم توجيهها إلى النظام، بل حصرياً ضد «داعش». لم يشكل القرار مفاجأة كبيرة، لأن الجبهة الجنوبية التي تشكل قوة قتالية كبيرة كانت معطلة منذ أكثر من عامين، قبل معركة درعا الأخيرة التي تكبّد النظام فيها خسائر كبيرة، ولم يحقق أهدافه.

الفصائل السورية ومخاطر الاقتتال
الأمان الإقليمي

لا يمكن فهم ظاهرة الاقتتال بين فصائل محسوبة على المعارضة السورية المسلحة إلا من منظور صراع المصالح، في وقتٍ يواصل فيه النظام عمليات التهجير الطائفي، وقضم المناطق المحرّرة، وتتم عملية روسية مكشوفة لتقسيم سورية تحت مسمى «مناطق تخفيف التوتر». ويندرج الاقتتال ضمن الأمراض التي أصابت الثورة السورية، وهي الظاهرة التي لا تقتصر عليها وحدها، بل هي بمثابة فيروس معدٍ أصاب قبلها ثوراتٍ كثيرة، حتى أنه أودى بحياة بعضها، وحرف البعض الآخر عن هدفه، إلا أن المفارقة البارزة أن الثورات الأخرى لم تصل إلى التردي، إلا بعد تجربة سنوات، في حين أن الثورة السورية واجهت، منذ البداية، ظواهر مرضية كالفساد. وبمناسبة ظاهرة الاقتتال الداخلي، يجدر التوقف عند ثلاث نقاط هامة: الأولى، أن الثورة السورية بدأت ثورة شعبية، ولم تكن لها قيادة سياسية تحرّكها، وما تشكل من هيئاتٍ لاحقةٍ لقيادة الثورة لم تفرزه الثورة من داخلها، بل جاء من خارجها، وحصلت محاصصاتٌ تحكمت فيها التدخلات الإقليمية والدولية. والثانية، أن الحراك العسكري بدأ على أساس هدف الدفاع عن التظاهرات السلمية، ولم يكن المطلوب منه تشكيل فصائل عسكرية لإسقاط النظام بالقوة المسلحة، ولكن النظام دفع الموقف نحو مستوىً آخر، وهو الذي يتحمل، مسؤولية ظاهرة عسكرة الثورة، التي

تركيا.. والورقة السورية الأخيرة
الأمان الإقليمي

اعتمد التكتيك التركي في سورية على سياسة خطوة إلى الوراء خطوتين إلى الأمام، وذلك من منطلق حساسية الوضع السوري الذي تداخل بقوة مع نظيره التركي منذ اليوم الأول للثورة، وكان على تركيا كدولة أن تتصرّف بتوازنٍ محسوب، كي لا يرتمي ثقل الحمل السوري على ظهرها وحدها. وتبدو تركيا حتى الآن وقد امتصّت الصدمات القوية، ولم تنكسر أمام الموجات الكبيرة، وخصوصاً قضية اللاجئين، ولكن في أكثر من محطة، في العامين الأخيرين، كانت النهايات ذات أثر سلبي. ومن هنا، يبدو التوجه التركي الجديد تجاه معركة الرّقة بمثابة الورقة الثمينة الأخيرة التي يلعبها الرئيس رجب طيب أردوغان على الأرض السورية، وقد أعلن صراحة أن تركيا مستعدة لأن ترسل جيشها إلى الرقة للقضاء على «داعش»، ولكنه في الوقت ذاته يريد إطلاق يده في توجيه ضربةٍ قاصمة لمليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) التي سبقته ميدانياً، وباتت تتحكّم بمفتاح معركة الرقة من خلال التقدّم الكبير الذي أحرزته في انتزاع القسم الأكبر من مدينة الطبقة من يد «داعش».

ثمن الأسد.. هل روسيا مستعدّة لسداده؟
الأمان الإقليمي

مداولات مجلس الأمن الدولي في أعقاب الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات، وزيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون لموسكو الأسبوع الماضي، تظهر أن عناصر الحل السوري بالنسبة إلى موسكو لم تصبح مكتملة بعد، على الرغم من الاستنزاف الكبير على المستوى الاقتصادي، حيث تقدّر المصروفات الروسية في سورية بحوالى مليار ونصف مليار دولار شهرياً، وتزيد هذه الكلفة في حال حصول خسائر في طرف النظام، تجد روسيا نفسها مضطرةً لتعويضها، مثل الطائرات التي تم تدميرها أخيراً في مطار الشعيرات.

12